خان غانم الفصل الأول بقلم سوما العربي
المحتويات
تشوف يا يا غانم بيه ههههه
هز غانم رأسه و هو يرى كرم مستعد للتحرك من جديد فأستوقفه يردد إنت يا أبني مش بكلمك أستني عندك
إلتف له كرم و قال خليك في نفسك مالكش دعوة بيا
غانم أنت في ايه يا إبني من أمتى بتكلمني كده
كرم و ما كلمكش كده ليه تزيد عني في إيه أنت ها لعلمك أنت مش أحسن مني في حاجه أنا زيي زيك و يمكن أحسن منك كمان
نفض كرم كف غانم من على كتفه بقوه و هو يردد بغل لأ مش زي أخوك و لا بحبك و لا بطيقك حتى و كفاية عليا أوي السنين
اللي أستحملتك فيها ڠصب عني بس خلاص بقا خلاص و همشي أوعي من سكتي
و لم يخرجه من صډمته
سوى صوت هاتفه ليبصر أسم والد سلوى على الهاتف
فتح الخط و
جاوب على الفور ليستمع لرضا و هو يخبره أن أبنته عنده ببيته و يطلب منه الذهاب لعندهم في التو و الحال
ظل يتلفت حوله ينادي على العم جميل يناديه عم جميل يا عم جميل
إلي أن وقف أمام أحد الحراس عند الباب يسأل عم جميل
فينه
فجاوب الحارس خرج من بدري و مش عارفين هو فين
غانم هو في ايه بقاله فترة
قطع حديثه توقف سيارة سوداء عاليه ترجل منها صلاح عيسى أمام غانم پغضب شديد ېصرخ فيه بتلاعبني يا بن صفوان
فرد صلاح اللكمه له يخبره أيضا لأ جبان و عيل و خواف و إلا كنت وقفت ناطحتني و قولت لي هاخد العطا ده مش تلعب لعبك الۏسخ إلي في الدرا ده
لعب مين يالا هو أنا هخاف منك أنت باينك رافع لك شريط و جاي تطلعه علينا
صړخ غانم پجنون مدور إيه ياض أنت ما تجيب من الآخر و بطل لك و لا مش عندك حاجه تتقال أصلا
سقط الحديث على غانم كالصاعقة ظل مبهوت متخشب الملامح لدقيقة كاملة و عقله يسترجع شريط طويل من الأحداث و المواقف التي ربطها و رتبها الآن فقط ليدرك صدمة عمره في العم جميل
رف رف بأهدابه و بلل شفتيه
يحاول أن يتحدث كانت حالته مذريه للدرجة التي صعب حاله فيها على عدوه صلاح
حمحم يجلي صوته و هو يردد جري ايه يالا في ايه ماتنشف كده أحمممم عادي يعني ما يروح الله يسهله
نفى غانم برأسه يردد ده هو الي مربيني ده كان لسه معايا من شوية يعمل معايا أنا كده
ضيق صلاح ما بين حاجبيه و قال بتوعد و لا يهمك سيبهولي و حياة رحمة أمي لافرمهولك في السوق
رفع كفيه يردد و كله بالأصول أنا يتضحك عليا طب ماشي سلام بقا أنا دلوقتي
تركه و غادر سريعا يخطط بعقله الجهبذ كيف سيقضي على جميل الخبيث قبلما يبدأ
و غانم دار بسيارته و على قلبة ثقل الجبال متجه لبيت رضا والد سلوى ليرى فيما يريده و ليطمئن على سلوى خصوصا بعدما حدث
دلف لبيت رضا بعدما فتحت له الخادمة ليجد العائلة و عائلة العائلة في شرف إنتظاره
نظر لهم بإستغراب و قال مساء الخير
فقال رضا بصوت غليظ خير و هييجي منين الخير بعد ما بهدلت بنتي و ضيعت صحتها و خليتها تدفع معاك تمن ذنب هي ما عملتوش
هز غانم رأسه بعدم إستيعاب و قال ضيعت ايه و ذنب إيه هو في أيه بالظبط و أنت بتكلمني كده ليه ده بدل ما تقول لبنتك تعقل و تهدى و أن مافيش واحده محترمة تسيب بيت جوزها من غير أذنه
وقف قباله رضا و ردد ده لما يفضل جوزها لكن إحنا خلاص عايزين نفضها سيرة
فهدر غانم بنفاذ صبر هو في ايييه ما كفايه دلع بقا أنا أستحملت
و أنا مش باقية عليك و بقولك اهو طلقننني
أتسعت عيناه و تخشب مكانه من صډمته يقول إنتي بتقولي ايه يا سلوى إنتي أكيد أتجننتي
ضحك بخفة و قال إنتي أكيد بتهزري معايا مش كده
فردت بقوة إيه غرورك مش مصورك إن
في واحده عاقلة ممكن تفكر تطلب الطلاق من غانم صفوان مش كده
نظرت له ببرود و قالت خلصت بردو طلقني
صمت تماما و هو متفاجأ كأنه يتعرف لأول مرة على سلوى بل و كأنه أمام سلوى جديدة غير التي يعرفها و كان مستعد لأن يدعس على قلبه كي لا ېجرحها
فتحدث بصوت رخيم ثابت أنتي طالق يا سلوى طالق بالتلاتة
هم لكي يغادر بقوة لا يود الإلتفاف خلفه لمن باعه لكن أستوقفه رضا يردد بصوت غليظ أستنى عندك أنت فاكرها سايبة أنت لازم تدفع تعويض إلي حصل ده
وقف عم سلوى و قال لأخيه عايز إيه تاني يا رضا ما الراجل طلقها
أهو تعويض إيه بقا
رضا مش اقل من أربعه مليون جنية كل سنة بمليون
فنهره أخيه بحدة كلام إيه اللي بتقوله ده يا رضا أسكت خالص ما تركبناش الغلط
رضا لأ لازم يدفع مجبور ده بهدل بنتي دكاترة و سقط و عمليات و بعدين إيه مش معاه أربعة مليون و هو إبن صفوان غانم
زم غانم شفتيه و حاول تمالك أعصابه ثم قال ببرود و إزدراء و حد قالك إن إبن صفوان غانم بيوزع ملايين بنتك مش هتاخد مني غير حقوقها الشرعية و بمزاجي وقت ما أحب
صړخ فيه رضا كلام أيه إلي بتقوله ده أنت فاكر إني هسكت لك
غانم و لا تقدر تعمل معايا حاجة ده انا غانم صفوان
فصړخت سلوى بس بقا كفايه أنا مش عايزه حااااجة
أسرعت شقيقتها تضمها لها كي تهدئها و هو نظر لها بإستحقار ثم قال والله أنا إلي المفروض يتدفع لي تعويض على السنين دي
تحرك رضا لكي ېعنفه على ما قاله لكن تمكن شقيقه من تثبيته بينما غادر غانم سريعا و هو لا يرى أمامه
خرج بسيارته من بيت رضا و وقف في منتصف الخان على جانب الطريق
لا يعرف لأين يذهب فكرة أنه يصارع في هذه الحياة بطوله مؤلمة مؤلمة أشد الألم حتى لو كان رجل قوي و ذو نفوذ و مال
الأسرة هي الظهر و الداعم الأساسي لكل شخص و هو اليوم قد فقد كل شيء حرفيا كل شئ
يود البكاء لكن لا يسعه حتى أن يفعل وضع رأسه على مقود السيارة يفكر حتى قفزت عمته إلي رأسه
نعم عمته كيف نساها هي الوحيدة المتبقية من رائحة والده و كانت صديقة مقربه لوالده
هز رأسه و هو يسأل نفسه أين هي منذ فترة و لما لم تسأل عنه طوال كل تلك الأزمات التي مرأت عليه لم يكن
التغافل طبعها و كانت مداومة في السؤال عنه و زيارته
أمرها غريب حقا لكن أخبر نفسه أنه لن يحزن منها بالتأكيد لديها
ما يمنع فذلك لم يكن طبعها أبدا
لذا فورا و بدون تفكير تحرك بسيارته و ذهب لبيت زوجها في مقدمة مدخل الخان
ترجل من السيارة و خطى بقدمة لكي يصعد السلم الذي يتقدم البيت
الكبير كي يدخله لكن تفاجأ بصوت زوج عمته يناديه جاي هنا عايز
مين
إلتف غانم له و قال بإستنكار هكون عايز مين جاي لعمتي هي فين
نظر له زوج عمته پغضب شديد و غيظ ثم ردد و الله عال قال يعني مش عارف عمتك فين و إنت إلي حاميها لو حاي عشان ورقة طلاقها قولها اني ماشي فيها و قريب أوي هتوصلها بس ماعلش يعني تبقى تقولي عنوان أبعته عليها
هز غانم رأسه پجنون كأنه ينفض الكلام عن أذنه و قال إيه إلي بتقوله ده يا عم راضي حاميها إيه و مشيت فين و طلاق إيه هو في ايه أنت زعلتها تاني
ضيق راضي عيناه پحقد و ڠضب ثم قال هو انا كنت زعلتها أولاني من أساسه ده أنا كنت عامل خدي مداس طول الخمسة وعشرين سنة إلي اتجوزتها فيهم و هي تملي نمروده و كانت تجري على أبوك و جدك تشتكي عشان تغضب و ترجع بيتهم و أنا أروح و أنا مش غلطان أحايل و أدادي و أرجعها و من بعدهم كانت بتتحامى فيك إنت
سحب غانم نفس عميق يشعر بالأرض تهتز من تحته و كأن ميزان الدنيا قد أختل
صدمة خلف الأخرى يأخدها فيمن حوله و قد عاش معهم عمره بطوله و كأن الجميع كان مرتدي لأقنعه خلفها وجوه كثيرة و اليوم هو يوم كشف الستر
لم يكن مصدق لما يسمعه حتى جلس مع راضي الذي ظل يقص عليه تفاصيل لم يكن يعرفها كانت تخفيها عمته
لمواقف قلبت هي حقيقتها ليصبح هو الجاني و هو من يتطاول عليها
بوضع التفاصيل الدقيقة لجوار بعض في مواقف مرت تبينت الصورة كامله و تبين كڈب عمته و إفتراها على راضي الذي عاش عمره كله مظلوم من عمته و جده و والده و منه أيضا بناء على ما يسمعوه من سناء
ليتعلم درس حياته إياك ثم إياك ثم إياك أن تبني لأي شخص صورة في ذهنك بناء على رؤية و رأي الآخرين فيه بل أبنيها بعد إحتكاكك المباشر بشخصه فقط
وجد نفسه يقف أمام باب البيت يفتحه و يدلف لعندها وثبت من فوق الأريكة تقول پخوف ايه هتعمل فيا أيه
لم يجيبها بقى صامت لقد لف لفته و عاد إليها مخذول
على ما يبدو إن تلك هي الحقيقة التي أراد القدر أن يثبتها له هي حبه و أسرته هي تعويضه و من تبقى
متابعة القراءة