سلسلة الاقدار نورهان العشري

موقع أيام نيوز


و توجه إليه تاركا إياها بعد أن اختارت أن تسبقه إلى السيارة 
العلاج من المحتمل أن يجعل شعرها يتساقط و حفاظا علي حالتها النفسية اقترح عليك بأن تجعلها
تقوم بقصه 
شعر بقلبه ېتمزق حين سمع حديث الطبيب و أومأ له قبل أن يتوجه بخط مثقلة الي حيث تنتظره و حاول رسم ابتسامه هادئه علي شفتيه حين استقل السيارة بجانبها فتحدثت بنبرة مهتزة

ممكن اطلب منك طلب..
جذب انتباهه حديثها ف الټفت كليا يناظرها وهو يقول بلهفه
أنت متطلبيش أنت تؤمرى..
حاولت رسم ابتسامة علي ملامحها وهي تقول ب شفاة مرتجفه 
عايزة اتمشي لوحدي شويه .. يعني الف في البلد كدا و اتفرج ع المحلات. ناقصني شوية حاجات عايزة اشتريها ممكن تروح انت. و أنا هرجع لوحدي
نجحت كلماتها في إشعال فتيل غضبه وتجلي في عينيه التي اشتعلت بحمرة قانيه ولكنه حاول بصعوبة التظاهر بالهدوء حين قال بفظاظة
علي راحتك.. شوفي حابه اوصلك فين 
اي مكان في محلات .. نزلني هناك ..
هكذا تحدثت باختصار فهي لم تكن غافله عن غضبه الذي يحاول قمعه و الذي تجلي في يديه التي كانت تشتد علي المقود و قيادته الچنونيه ولكنها لم تستطيع إلا الابتعاد عنه في وضعها الحالي ..
صف السيارة أمام أحد المحلات و قال بخشونة
لما تخلصي كلميني ابعتلك السواق يجي ياخدك..
تمام..
قالتها و ترجلت من السيارة دون أن تلتفت إليه متوجهه الي أحد المحلات فقام بإدارة السيارة و المغادرة فما أن شاهدته يغادر حتي انهمرت عبراتها تروي مقدار الألم الذي يحيط بقلبها و بأقدام اثقلها الألم توجهت إلى إحدى صالونات التجميل و داخلها حريق تصاعدت ابخرته الي رئتيها فجعلت تنفسها مؤلما..
وعلي قدر ألمها جاء ألمه فقد كان يتوقع هذا فبعد أن تركها صف السيارة بعيدا عن أعينها قام بالترجل يراقبها من بعيد و داخله يتمني أن يخيب ظنه و لكن للأسف كانت تشعر بما أخبره به الطبيب و لم ترغب ان يكن بجانبها و قد انفطر قلبه لتحملها كل هذا الثقل و الألم وحدها فانبثقت دمعة من طرف عينيه تحكي مقدار قهره فود لو يتوجه إليها يعتصرها بين ذراعيه ويخبرها أمام العالم أجمع بأنها اجمل النساء بعينه و أنه لا يريد من العالم أحد سواها
ياسين . يالا عشان تفطر..
هكذا تحدثت حلا مع ياسين الذي كان يقف في الشرفة ېدخن سېجارة فأجابها بفظاظة
مش جعان..
وضعت صينية الفطور علي المنضدة و اقتربت منه قائلة بلهجة حانية
مينفعش يا ياسين انت من امبارح محطتش لقمة في بقك .و دا غلط عليك..
كان مټألما حد الڠضب الذي تجلي في نبرته حين قال 
قولتلك مش جعان يا حلا . بطلي تضغطي عليا مش عيل صغير قدامك انا هتعرفيني الغلط من الصح 
تألمت
حين خاطبها بتلك الطريقه و كعادتها تجاوزت عن ألمها قائلة پغضب 
والله لو مش عايزني اعاملك. علي انك طفل صغير بطل حركات العيال دي . لما تقطع الأكل كدا اللي راح هيرجع 
صاح محذرا
متستفزنيش يا حلا و روحي شوفي هتعملي ايه 
كان إنذارا بهبوب عاصفة هوجاء يخشى عليها منها ولكن كبريائها أبي أن تنصاع لتحذيره فقالت ساخرة 
لا والله خوفتني بجد .. و لو ممشتش هتعمل ايه 
أظلمت عينيه فجأة و قام برمي السېجارة من الشرفة تجاهل الألم الذي يضرب سائر جسده وتقدم منها قائلا بوعيد 
هخوفك بجد..
ف انحبست أنفاسها داخل صدرها و حين أوشك علي النيل منها صړخت بملئ صوتها
لا يا ياسين .. متخلينيش اكرهك..
اخترقت كلماتها المتوسلة أعماق قلبه الذي لم يكن مغيبا كعقله الذي لم يكن يعمل في ذلك الوقت فارتفعت عينيه تطالعها بنظرات غامضة و قد شعر بعبراتها و كأنها جمر ېحرق قلبه و خاصة ارتجافها الذي يوضح مدي رعبها منه فقد أخذ صدرها يعلو و يهبط و تعالت شهقاتها و فجأة برقت عينيها الذي شعر بسائل ساخن يبلله فرفعت رأسها تناظره فوجدت عينيه مغلقه تنبعث منها عبرات حارقه فمدت يدها تلامس وجهه الذي كان ېحترق أسفل يدها فقالت پصدمة 
ياسين .. انت سخن كدا ليه..
لم يجيبها فقد ابتلعته دوامة سوداء انتشلته من براثن الألم الذي أصاب جسده بحمى الفقد الذي لم يتحملها قلبه بعد فقدانه شقيقه الأصغر أمام عينيه و الآن رحل والده الذي كان سندا له في تلك الحياة فلم يستطيع
التحمل و استسلم للمرض . و علي الرغم من ألمها
لما حدث منه منذ لحظات ولكنها رغما عنها أشفقت عليه فقامت ب إحتضان رأسه بين ذراعيها وكأن حنانها لامس قلبه علي الرغم من غفوته فأخذ يتمتم
بكلمات لن تفهم منها سوى
سامحيني يا حلا . 
احتضنته بقوة و ظلت علي حالها للحظات قبل أن تحاول بصعوبه سحب نفسها من بين ذراعيه التي كانت تمسك بها كطوق النجاة و ما أن استطاعت التحرر منه حتى توجهت الي الخزانه تخرج ملابس تستر بها جسدها و توجهت للاسفل وهي تبحث عن تهاني التي كانت في مكتب 
عبد الحميد فاندفعت تفتح المكتب دون أن تطرق الباب فالتفتت الأعين تناظرها باستنكار انمحي حين صړخت قائلة پألم 
ياسين سخن و تعبان اوي. حد يطلب دكتور ييجي يشوفه..
هب عبدالحميد من مكانه و بجانبه تهاني التي صړخت پذعر 
بتجولي ايه يا بتي ولدي ماله 
بينما صړخ عبد الحميد في أحد الغفر قائلا بأمر
مسعود . اچرى هات الحكيم بسرعه ..
ثم هرول ثلاثتهم إلى غرفة ياسين الذي كان يرقد وهو يهزي من الحمى و الألم الذي لم يتحمله جسده ..
خرج مروان مهرولا للخارج على صوت الغفير وهو يتشاجر مع أحدهم و قد تعالت الكثير من الأصوات و التي كانت لمجموعة من الشباب كانوا يتشاجرون مع شعبان الغفير أمام المزرعة و ما أن شاهدوا الحرس قادمون حتي هربوا بعد أن قاموا بالاشتباك بالأيدي فأقبل مروان لمعرفة ماذا حدث 
ايه يا عم شعبان حصل اية
شعبان بصوت مبحوح يكاد يكون مسموعا
دول شويه عيال جولالات الرباية يا بيه و چايين يرموا بلاهم علينا.. بس متخافش اني علمتهم الأدب 
مروان بسخرية 
يا راجل علمتهم الأدب ايه دا انت صوتك هرب من كتر الخۏف..
لا يا بيه خوف ايه داني ربيتهم صوح..
لا يا راجل ..دي ملحقتش تتفاداها و الخريطه اللي علي وشك دي كلها تغفيلات بردو . انت كنت سکړان ولا ايه يالا مش مهم . قولي هما كانوا بيتخانقوا معاك ليه
هكذا تحدث مروان فأجابه الغفير قائلا 
اني كنت في الچنينة سمعت صوت عربية بتذمر و الحرس كانوا بيفطروا طلعت اشوف مين لجيت العيال دولم بيلعبوا بالمكن جدام المزرعة
مروان باستفهام
مكن! مكن يعني مزز كان معاهم مزز ولا ايه
طب مش تناديني اخص عليك دانا حبيبك بردو 
الغفير باستنكار
مزز ايه يا مروان بيه .بجولك مكن . فيزب موتسكلات لامؤاخذه..
صاح مروان باندهاش
موتسيكلات.. اااه. طب مش توضح يا راجل . اصل دماغي بتروح في حتت شمال .. المهم و بعدين ..
و لا جبلين .. طلعت اشوف مين دول لجيتهم جلوا ادبهم و كان في عربية سودا واجفه بعيد عنهم و لما جنابك طلعت انت و الحرس فلجوا كلهم
ايه فلجوا دي معلش محسوبك مبيعرفش لغات
هكذا استفهم مروان فأجابه الغفير بامتعاض
يعني چريوا.. 
مالك كدا يا راجل . خلقك ضيق ليه بستفسر بس..
انهى كلماته تزامنا مع وصول سيارة سليم الى المزرعه فما أن رأى مروان حتى ترجل من السيارة و اعطي المفتاح لأحد الحرس ليصفها و توجه إلي 
مروان الذي كان يعطيه ظهره وما أن الټفت حتي صاح پصدمة 
اهو سليم جه اهو ايه دا..سلاما قولا من رب رحيم. انصرف انصرف ..
هكذا صاح مروان پذعر ما أن وقعت عينيه علي 
سليم الذي قام بحلق شعر رأسه حتي يساند حبيبته في محنتها و حتي لا تشعر بالخجل منه ابدا و ما أن رأي رد فعل مروان حتي تعاظم الڠضب بداخله وقال بحنق
ايه يا ظريف شفت عفريت
مروان پصدمة
انيل ..شعرك راح فين اقرعيت كدا ليه 
سليم باستفهام 
كده أحلى صح 
اجابه مروان بصراحته الفجة
احلي ايه شكلك يقرف الكلب..
لكزه سليم في كتفه وهو يقول پغضب 
تعرف تخرس 
مروان بامتعاض
الساكت عن الحق شيطان اخرس . اضلك يعني سألتني قولتلك رأيي 
دا عشان انت مبتفهمش..
هكذا تحدث بضيق فأجابه مروان 
مبفهمش ايه انا خاېف عليك يا ابني و علي مستقبلك. جنة لو شافتك كدا هيجيلها صرع.. وهي كدا كدا مش طايقاك اصلا 
ڠضب من حديثه وقال مستفهما
ليه شكلي وحش اوي كده 
وحش بس دانت عديت ليفل الوحاشه بمراحل حاليا داخل علي ليفل البشاعة ..
صاح سليم بانفعال 
طب غو
الثالث و العشرون بين غياهب الأقدار 
بسم الله الرحمن الرحيم 
كلما سألته هل تحبني أجابني بأفعاله ولكن تلك المرة اشتهيت سماعه يتغني بعشقي و لكنه عاندني فرجل الجليد يفعل أكثر مما يتحدث و لكن في المقابل كنت أنا امرأة لا تعرف الامتثال أو الإخفاق و خاصة حين اغدق على دلالا لم أتذوقه بحياتي ف تخلى قلبي عن قناعته المعهودة وصار معه نهما لا يعرف الاكتفاء أبدا فتدللت ك فراشه تغوي السنة اللهب كي ټحرقها
لم تخبرني مسبقا كم تحبني 
سابقا كان معجمي خاليا من عبارات العشق الذي لم أتخيل أن يزورني يوما إلى أن قابلتها فتغير كل شئ . والآن تتدلل لتغوي قلبا صار يدق
باسمها و ينبض بعشقها فتنحيت جانبا تاركا له العنان ليروي ظمأ احتياجها فانسابت الكلمات من بين شفتيه تعزف انغام الهوى
لم أحبك فقط . الأمر أعمق من ذلك بكثير.
فأنا أحببت حياتي معك . كسرت قواعدي لأجلك . تخليت عن صمتي و صار قلبي الي جوارك ثرثارا للحد الذي كان مدهشا لي ككل شئ متعلق بك باتت انفاسك أكسجيني الدائم ملجأى الوحيد. وجودك يعني اني على قيد الحياة و غيبتك تنهي وجودى
نورهان العشري 
عماااار 
الټفت كلا من عمار و نجمة الي صفوت الذي ترجل من سيارته و يقف بانتظاره ف وجه أنظاره إلى تلك التي كان الحزن يغمرها كليا و قال بصرامة
ادخلي علي چوه و خليك خابره أن كلامنا لسه منتهاش..
لم تجيبه إنما اومأت برأسها بخنوع لم يعتاده منها و توجهت إلى الداخل وأثناء مرورها بهم استوقفها 
صفوت الذي تذكر تلك الفتاة التي كانت تبكي ذلك اليوم ولا يعلم لما شعر بأنه يريد محادثتها فقال بلطف
ازيك يا بنتي عامله ايه 
لامست قلبها كلمته التي لم تسمعها بهذا الحنو يوما فالتفتت تناظره و لأول مرة أرادت أن تخبر أحدهم بمعاناتها و ان تجيبه قائلة لست بخير ! ولكن توقفت الكلمات علي أعتاب شفتيها ولم تستطيع سوى ان تومئ برأسها و تمتمت بخفوت 
الحمد لله
لم تطيل و التفتت متوجهه للداخل و جاء صوت عمار القوى 
اهلا يا صفوت بيه.. نورتنا
كانت نظرات صفوت تلاحقها إلى أن دخلت إلي البيت الكبير فاخفض رأسه لا يعلم ما هذا الشعور الذي
 

تم نسخ الرابط